قد كنت ُ أزمعتُ أن لا أدعَ هذا الركنَ يحوي كَلِمات تُكتَب في حَالةِ عاطِفة ما لم أسرجها بقبساتٍ الواقعيّة لأننا في كثير ٍ من الأحيان نَبتسم

بخجل ٍ عندما نقرأ ما كتبنا في ساعَة شجن ،أو التياع .



ألا أن الأمر قد يختلف ُ في هذه السّاعات ، فالطيفُ شيء أخرَ يعلو على كلّ الأقـلام ،،



مِن مدّة طويلة لَم يصبني أرَق ، بَل باتَ النَوم صَديقا لي بعد يَوم من الجري خَلف طفل في السنّة الأولى من عمره ملأته الدنيا نشاطا وأشبعته

حيويّة ،عدا عن الواجبات التي أدثرها في ساعاتِ أيَـامي ، وما بقي تداركته الأوقات ..



أرق غَريب يراود عينيّ التي ما فتئت تفتش في السقفِ عن حلّ والساعة شارفت على الواحدة بعد المنتصف ، لربما خيّل لي أني استطيع أن

أدمج أرقي بلون السَقف ، عندها يلّذ الكرى ..!



قادنَي فزعي إلى شُرفَة المنزل، وبدأ اضطراب على قسماتي عندها أدركت أن ليلي سيكون طَويلا ، ..



رفعت عيني للسماء ِ لعلي اهتدي ، ولم يخطر على بالي أي شيء عدا نشيد أحبّه من الأناشيد القَديمة ، فترنمت بهِ بذبولٍ بدأ يلفني مدندنة ً


- - --^[ وَقفت أناجِي رؤى النجماتِ ، أبثّ شجوني لذي العتماتِ .. ]^-- - -






آه ٍ من الشَوق حين يستبد ، وآه ٍ منه حين يصبح نارا كاوية كالحمم ألقت بي من فراشي إلى حيث النجومِ أناجيها ..



لو تعلمون لمن أشتاق لعذرتم كل حرف فرّ من غير مكانه ولعذرتم جنون قلمي ، وهمهمات حروفي التي انطلقت في وقت ٍ فرضه الرحمن للرّاحة والسكون ..



إنّ الغَلا لَو وقفَ لأنزاح وتوارى خجلا كما شمس تشرين، من غلاوتها التي تضاهي سنا الشمس وكمال البدر وجمال البحر ، إنها أحق الناسِ بصحبتي وبرّي وحبي وبسمي ودمعي .. من مثلها أمي ،



طيفها يصبحني وحنان يدها يلامس جفني قبل النَوم وصوتها يبشرني " بصباح الخيَر " عند استيقاظي حتى بعد زواجي فما زلت ُ طفلتها

المدللة رغم بلوغي العقد الثاني وزيادة عليه ثلاثة سنوات ، لم تغب ولن تغيب وذكرها يعطّر مسمعي ، فكيف لا أشتاق ،



قولوا عنّي ما شئتم ، فأنا لا أبالغ إن قلت ُ أن نوبة الشوق تعتريني في اليوم أو الأيام : ) التي أزورها بها والليل خير شاهد ٍ ، ودليلي أني

عدت من عندها قبل قليل وحين لاح لي طيفها قبل إسبال الجفون ، زار الأرق عيوني ، فقلتُ بصوت ٍ هو بداية دمعات ستتحدّر " ارضِ عنّي

، كم اشتقت لكِ "وقد غادرتكِ قبل ساعتين من الزَمن

~ رأيتِ اشتياقَ الصحاري السماءَ ؟ لشوقي أليكِ أجلّ وأكبر .. !





ربما تظنونه نَوع من رعافِ المبالغة ،



أو ضَربٌ من عاطفة الشعراء



أو حتّى رغبة في الكتابة في حالات الأرق التي تختلج النفوس ..



الا انه وربّ الكعبةِ المعمورة ، شعور سَرى ، ولا يعرف الشَوقَ الا من يكابِدَه : )

كلّنا يرى في أمه ملاكه وقمره الأرضيّ ، إلا أننا ننسى كل الكلام الذي قيل وكل الاشعار التي رُصفت عنما ينتهي القولُ عندنا،ونبدأ بالكتابة كأننا سنهب الكلام رونقا جديدا ..



عكفتُ لمدونتي هُنا ، لإني أخفيتُ ما همَى من ماءِ عَيني عَن مَن أحبّ وعن أمّي بالتأكيد ولم أجد معتكفًا الا غرفتي الصغيره هُنا أفصح ُ فيها عن لواعجي الصغيره كذلك ..



ينتظرني يَوم طَويل غَدًا ، إنّه الجُمعَة ..



تصبحونَ عَلَى خَير ٍ ، والَسلام ..













Comments (6)

On 25 مايو 2009 في 12:29 ص , غير معرف يقول...

شخصيتك مميزة ومرهفة

موضوع مميز . أحبك في الله

 
On 25 مايو 2009 في 8:52 ص , غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الغالية مريم
قدّر الله أن تكون قراءتي لكلماتك في هذه السويعات التي أعاني فيها من حالة تأهب واشتياق في لواعج صدري المكنون الا إنه اشتياقي لأمي الغالية الرقراقة.. أشتاق لصوتها الحنون ولتعابير وجهها السموح خاصة ان بعد المسافات ونأي المساحات تحول بيني وبينها حاليا..أحبها وصدق من قال "الجنة تحت أقدام الامهات"
أخيرا حبيبتي مريم..رضي الله عن أمك وأبيك وجمعك معهم في الفردوس الأعلى ..
أختك ايمان أبو الحوف

 
On 28 مايو 2009 في 2:19 م , ~ المشـكاة ~ يقول...

للهِ حمدي وعليه أستَند ~ وما ينوبُ فعليهِ أعتمد

الفاضلة غير معرف - لو عرفتِنا على نَفسك كي أشكركِ باسمك ، شكرًا لعبقِ مرورك ، وكوني بالقربِ

 
On 28 مايو 2009 في 2:24 م , ~ المشـكاة ~ يقول...

إيمَان

حَيث للنَبض ٍ دِفئ وسَلوى

لأ أعجبُ من أنّات اشتياق حرفك ،حين يدور الكلام في فلكِ أمّك الطَيّب ،

أحبّ مرورك ، صدقًا يعني لي كثيرًا

دمتِ زهرة ً : )

 
On 3 يونيو 2009 في 4:09 ص , غير معرف يقول...

الغاليه ام يوسف كم استمتعت بالقرائها لك
كل شيء مميز لك يا سبحان الله
له رونق خاص
تحياتى لك
ايمان ابوحسين (طير المجروح)

 
On 3 يونيو 2009 في 11:58 ص , ~ المشـكاة ~ يقول...

إيمان ، أهلا بكِ في مملكتي الصغيرة إنتِ وطيرك ،

أما آن للجناحٍ المهيض أن يحلّق ؟ : )